بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنّ مناداة الشخص باسم "محمد" لا حرج فيها من حيث الأصل،
أمّا إذا كان المنادى غير مسلم، فالأمر مختلف؛ إذ قد يترتب على استعمال هذا الاسم في حقه شيء من الامتهان المعنوي، لأن غير المسلم قد لا يُعظِّم الاسم ولا يقدّره قدره، بل قد يتلفظ به على وجه لا يليق بمقامه الشريف، ومن ثم كان الأولى والأحوط للمسلم أن يتجنب مخاطبة غير المسلم باسم "محمد"، خصوصاً إذا كان ثمة خشية من الامتهان أو الابتذال.
وفي حال الحاجة إلى مناداته، فالأفضل أن يُستعمل في حقه وصفٌ عام يصدق على الجميع، مثل قولك: "يا عبد الله"، إذ كل الخلق عبيد لله تعالى مسلمهم وكافرهم، طوعاً أو كرهاً، كما قال جل شأنه:
{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا} [مريم: 93].
فبهذا يكون المسلم قد تخلّص من الإشكال، وحفظ حرمة الاسم الشريف، وفي الوقت نفسه ناداه بوصف حقّ ثابت لا ينكره حتى الكافر، لأن العبودية لله أمر حتمي لا مفر منه.
والله تعالى أعلم.