وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد أخي الكريم:
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وهو عند الإمام أحمد بلفظ: فالعين زناها النظر، واليد زناها اللمس. وأصل الحديث متفق عليه.
وهذا النوع من الزنا -أي: زنا اليد باللمس- وإن لم يكن هو الزنا الذي يحد به فاعله بالجلد أو الرجم، إلا أنه من المحرمات ومقدمات الزنا الأكبر الأفحش، وقد سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا كما تراه صريحا في الحديث.
قال النووي -رحمه الله- في شرح صحيح مسلم: [معنى الحديث: أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنى، فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده.انتهى
وما فعلته افحش من مجرد اللمس باليد
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة، وتذكر أن اعراض الناس ليست لعبة، وأنك إن لم تتب فالأمر قرض ووفاء.