الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد أخي الكريم : ففي الحديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك،
فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة،
فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،
ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة. رواه البخاري.
والهم بالمعصية إذا كان مجرد خواطر وحديث نفس لم يؤاخذ به صاحبه،
وأما الهم المقرون بالعزم الأكيد على الفعل فإنه معصية،
فإن ترك ما هم به مخافة الله كتب له حسنة، وإن تركها لعارض لم يؤاخذ على الفعل، وإنما يؤاخذ على عزمه، فإنه معصية.
ومن هم بسيئة ثم حيل بينه وبين فعلها لأمر خارج عن قدرته وكان قد بذل مقدوره في تحصيلها فلا ريب في كونه آثما مستحقا للعقوبة.