وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد فلقد هتكت عرض زوجك ولم ترعي حرمته ، وخربت بيتك، ولا أدري إن كان عندك أولاد فتكونين قد دمرت أسرة بأكملها، ولا حول ولا قوة إلا بالله
واعلمي أن الزنى من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، ولا سيما إذا وقع من محصنة، قال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}،
يقول أحد العلماء: فأما سبيل الزنى، فأسوأ سبيل، ومقيل أهلها في الجحيم شر مقيل، ومستقر أرواحهم في البرزخ في تنور من نار، يأتيهم لهبها من تحتهم، فإذا أتاهم اللهب، ضجوا، وارتفعوا، ثم يعودون إلى موضعهم، فهم هكذا إلى يوم القيامة، كما رآهم النبي في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي، لا شك فيها.
ويكفي في قبح الزنى أن الله سبحانه وتعالى -مع كمال رحمته- شرع فيه أفحش القتلات، وأصعبها، وأفضحها، وأمر أن يشهد عباده المؤمنون تعذيب فاعله. انتهى.
ومع ذلك؛ فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه أنه من تاب توبة صادقة، فإن الله يقبل توبته، ويعفو عنه، قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة الصادقة، وذلك بتحقيق الشروط التالية:
أولا: الإقلاع فورا عن هذه الفاحشة، دون تهاون، وقطع الطرق الموصلة إليها، والحذر من اتباع خطوات الشيطان.
وثانيا: بالندم على الوقوع في هذه المعصية الشنيعة، والاستحياء من الله الذي أمهلك، ولم تموت على ذلك الحال، وفتح لك باب التوبة قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.
وثالثا: بالعزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب.
رابعا: الإكثار من الأعمال الصالحة، والحسنات الماحية، مع كثرة الذكر، والدعاء واللجوء إلى الله أن يغفر الله لك. ويقبل توبتك.
أختي السائلة إذا صدقت في توبتك وأكثرت من الاستغفار والأعمال الصالحة وكان ندمك قويا فتأكدي أن الله سيغفر لك ، بل ويبدل سيئاتك حسنات يقول ربنا﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا( ٦٨)یُضَـٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَیَخۡلُدۡ فِیهِۦ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٧٠﴾
وأما انك لا تريدن العمل خشية أن يأخذ زوجك حسناتك فهذه أيضا من الشيطان فاحذريه فأبوابه كثيرة.