الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
هذه الخواطر ليس من الجيد الاسترسال معها، لأنها تأتي في صميم العقيدة والاعتقاد بالله عز وجل والله منزّه عن كل خاطر يخطر ببال العبد الفاني القاصر عن إدراك خالقه، تفكر في نفسك وما فيها من العجائب وتكفيك لمعرفة عظمة الله تعالى في خلقه، فالله سبحانه لا يقارن بالأشياء ولا يقاس با الأحجام والأوزان، ما دمت لا تعتقد ذلك فلا شيء عليك لكن عليك أن تتفكر في مصنوعات الله تعالى لا في ذات الله تعالى.
العرش أعظم مخلوقات الله تعالى وأكبرها، والاستواء عليه من قبل الله تعالى معلوم وثابت بالنص، لكنه استواء كما أخبر لا كما يخطر في عقول البشر/، فهو جل وعلا لا يحتاج للعرش الذي تحمله الملائكة، فتفسير الاستواء بالجلوس هو تفسير المجسّّمة والمشبهة نسأل لله العافية، فلم يرد في نص قرآن ولا سنّة ما يدل على أن لله صفة جلوس؛ بل هي من صفات المخلوقات التي تتحرك وتذهب وترجع وهكذا والله "ليس كمثله شيء"
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: "وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قالَه وبالمعنى الذي أراده استواءً منزَّها عن المماسة والاستقرار والتمكُّن والحلول والانتقال؛ لا يحمله العرشُ؛ بل العرش وحملته مَحمولون بلطفِ قدرته ومقهورون في قبضته.
ويُراجع:
24565
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.