الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالمَرْأَةُ المُطَلَّقَةُ طَلَاقَاً رَجْعِيَّاً يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تَقْضِيَ عِدَّتَهَا في بَيْتِ الزَّوْجِيَّةِ، وَلَا يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَخْرُجَ، وَلَا يَجُوزُ لِزَوْجِهَا أَنْ يُخْرِجَهَا مِنْ بَيْتِهَا، وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾.
فَالزَّوْجَةُ المُطَلَّقَةُ مِنْ زَوْجِهَا طَلَاقَاً رَجْعِيَّاً هِيَ زَوْجَةٌ في كَثِيرٍ مِنَ الأَحْكَامِ، وَقَدْ خَتَمَ الحَقُّ آيَةَ الطَّلَاقِ بِقَوْلِهِ: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرَاً﴾. يَعْنِي قَدْ يُحْدِثُ اللهُ تعالى في قَلْبِ الرَّجُلِ الحَسْرَةَ عَلَى طَلَاقِهَا، وَيَقَعُ في قَلْبِهِ مُرَاجَعَتُهَا حِينَمَا يَرَاهَا، لَا سِيَّمَا إِذَا تَجَمَّلَتْ لَهُ، بَلْ يُنْدَبُ لَهَا ذَلِكَ، رَجَاءَ العَوْدَةِ إلى الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَجَمْعِ الشَّمْلِ مِنْ جَدِيدٍ.
وَأَمَّا مَا تَفْعَلُهُ النِّسَاءُ اليَوْمَ مِنْ ذَهَابِهِنَّ إلى بُيُوتِ أَهْلِهِنَّ، وَتَرْكِهِنَّ لِبَيْتِ الزَّوْجِيَّةِ بِمُجَرَّدِ سَمَاعِ الطَّلَاقِ فَخَطَأٌ، وَمُخَالِفٌ للشَّرْعِ الشَّرِيفِ، وَمُخَالِفٌ لِأَمْرِ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا يَخْرُجْنَ﴾. فَيَنْبَغِي التَّنْبِيهُ لِهَذَا الأَمْرِ، وَيَجِبُ الوُقُوفُ عِنْدَ حُدُودِ اللهِ تعالى، إِلَّا إِذَا خَشِيَتِ المَرْأَةُ عَلَى نَفْسِهَا مِنْ أَذَىً يَلْحَقُهَا مِنْ أُمِّ زَوْجِهَا، أَو أَبِيهِ، أَو زَوْجِهَا، عِنْدَهَا تَخْرُجُ تَفَادِيَاً للضَّرَرِ الذي يَلْحَقُ بِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 20.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MjAx&lan=YXI=