الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أَجْمَعَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَصِحُّ اعْتِكَافُ الرَّجُلِ إِلَّا في مَسْـِجٍدٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ﴾. وَلِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْتَكِفْ إِلَّا في المَسْجِدِ.
وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ المَسَاجِدَ الثَّلَاثَةَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهَا، وَالمَسْجِدُ الحَرَامُ أَفْضَلُ، ثُمَّ المَسْجِدُ النَّبَوِيُّ، ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُطَهِّرَهُ مِنْ رِجْسِ اليَهُودِ وَالصَّلِيبِيَّةِ ـ آمين آمين آمين.
أَمَّا مَكَانُ اعْتِكَافِ المَرْأَةِ فَهُوَ مَسْجِدُ بَيْتِهَا، لِأَنَّهُ هُوَ مَوْضِعٌ لِصَلَاتِهَا، فَيَتَحَقَّقُ انْتِظَارُهَا فِيهِ، وَلَو اعْتَكَفَتْ في مَسْجِدِ الجَمَاعَةِ جَازَ مَعَ الكَرَاهَةِ التَّنْـزِيهِيَّةِ، وَالبَيْتُ أَفْضَلُ مِنْ مَسْجِدِ حَيِّهَا، وَمَسْجِدُ الحَيِّ أَفْضَلُ لَهَا مِنَ المَسْجِدِ الأَعْظَمِ. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MTA1&lan=YXI=