وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد أخي الكريم:
أولا نؤمن بوجود الجن وإنكارهم كفر فقد ذكروا في القرآن،
ثانيا والمس ثابت وكذا تأذي الإنسان بسببه ويدل عليه قول الله تعالى:الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [البقرة:275]،
قال القرطبي في تفسيرها: في هذه الآية دليل على فساد قول من أنكر الصرع من جهة الجن ويدل عليه ما رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى غلاما كان مصابا، فقد روى أحمد في مسنده عدة قصص من ذلك،
وفي الصحيحين أن امرأة كانت تصرع فسألت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، وقد ذكر ابن حجر في الفتح أن الذي كان بها من صرع الجن.
وفي الصحيحين من حديث صفية أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.،
قال ابن حجر الهيثمي: وبه يرد على من أنكر سلوكه في بدن الإنسان كالمعتزلة.
وذكر عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: قلت لأبي: إن أقواما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه.
والنتيجة : فالجن موجودون، وصرعهم للبشر ثابت ، ولكن لم يجزم أحد من علمائنا أن الحالة التي تحصل مع النائم هي من الجن جزما ، ولم يثبت ذلك لا في كتاب ولا سنة ، فقول بعض العلماء السابقين أن هذا من الجن ممكن أن يكون صوابا وممكن أن يكون أن يكون غير صواب.