49161 - قضاء الصلوات المتروكة ؟

Question

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا عندي سؤال ، أنا كنت تارك الصلاه سنوات عديده ، وحينما أردت التوبه والرجوع لم افهم كيف استوب لان نصف جمهور العلماء قالوا يجب قضائها والنصف الثاني قال التوبه تمحي مايجب قبلها ، وانا والله بين حيره هل اقضي وانا لا اعلم العدد والله او اتوب وأكمل صلواتي ؟ ، يرجى الرد من سماحتكم

Answer 1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 قضاء الصلوات الفائتة واجب سواء فاتت بعذر أو بغير عذر، فقد ذهب  جمهور الفقهاء إلى وجوب قضائها في كلتا الحالتين، وأن فواتها يستدعي القضاء ـ مهما كان سبب الفوات ـ.

وقد نصّ الإمام النووي رحمه الله في المجموع شرح المهذب (3/69) على ذلك بقوله: "من لزمه صلاة ففاتته لزمه قضاؤها سواء فاتت بعذر أو بغيره".

وكما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (34/26) تأكيدًا لهذا المعنى:

"أما المتعمد في الترك، (أي الصلاة) فيرى جمهور الفقهاء أنه يلزمه قضاء الفوائت، ومما يدل على وجوب القضاء حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في نهار رمضان أن يصوم يوما مع الكفارة، أي بدل اليوم الذي أفسده بالجماع عمدا، ولأنه إذا وجب القضاء على التارك ناسيا فالعامد أولى".

أما القول بعدم وجوب القضاء على من ترك الصلاة عمدًا، فهو قول لا يُعتد به، وقد قال الإمام النووي رحمه الله: "أجمع العلماء الذين يعتد بهم على أن من ترك صلاة عمدًا لزمه قضاؤها".

وقال القاضي عياض في ذلك: "ولا يصح عند أحد سوى داود وابن عبد الرحمن" أي القول بعدم القضاء.

وبذلك يتبيّن أن المعتمد عند جماهير أهل العلم، بل وعليه إجماع الذين يُعتد به من أهل العلم، أن قضاء الصلوات الفائتة واجب على من فاتته، سواء بعذر أو بغير عذر، وأن القول بعدم وجوب القضاء على العامد قول شاذ لا يُلتفت إليه.

فينبغي للمسلم الذي عليه فوائت أن يجتهد في قضائها بحسب استطاعته، ولو جعل مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة حتى يفرغ منها، أو قضى ما يستطيع في أوقات فراغه، حتى يبرأ ذمته أمام الله تعالى، ويطمئن قلبه بأداء ما فرضه الله عليه أو يغلب على ظنه أنه أدى ما عليه.

نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق.