السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أكتب إليكم وأنا في حالة من القلق والخوف الشديد مما أمر به. فقد بدأت تأتيني منذ فترة وساوس وشكوك كثيرة تتعلق بأمور العقيدة والإيمان، حتى أصبحت لا أفرق أحيانًا بين ما إذا كان ما أعانيه وسواسا من الشيطان، أو شكا نابغا من نفسي.
بل إني في كثير من الأحيان أشعر بأن هذه الشكوك تصدر من داخلي، وكأنها أفكار مني أنا، لا وساوس خارجية، مما يزيد خوفي ويجعلني أتوهم أنني قد طاوعت هذه الشكوك أو صدقتها دون أن أشعر.
وفي بعض الأحيان تأتيني خواطر أو كلمات تحمل معاني كفرية في عقلي، فأستغفر الله مباشرة بعد حدوثها، لكن ما يلبث أن يأتيني الشك مجددًا: هل هذا الكلام كان مني؟ هل قلبي قد طمأن له دون أن أدري؟ هل ارتكبت كفرًا أو أصبحت مرتدا عن الإسلام؟ هذه الأسئلة صارت تؤرقني وتلاحقني ليلا ونهارًا.
أصبحت لا أجد الراحة ولا الطمأنينة، وأشعر بالخوف المستمر من أنني قد خرجت من الإسلام دون قصد أو علم، رغم أنني في قرارة نفسي لا أرضى بهذه الأفكار وأبغضها.
فأرجو من فضيلتكم أن تبينوا لي الحكم الشرعي في مثل حالتي هذه، وهل ما أعانيه يدخل في نطاق الوسواس القهري ؟ وهل يعد كفرًا ما دمت لم أنطق به ولم أعمل به حتى وإن خيل إلي أنني طمأننت إليه للحظة؟
جزاكم الله عني خير الجزاء، وأسأل الله أن يجعل نصحكم وتوجيهكم سببًا في شفائي وطمأنينة قلبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.