بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
الجواب الشرعي:
ما تفكرين به فيه شبهة تحايل على الميراث، وهذا فيه خطورة شرعًا. إليك التفصيل:
---
أولًا: التصرف في المال حال الحياة
لكِ كامل الحق شرعًا أن تتصرفي في مالك في حياتك كيفما تشائين، بشرطين:
1. ألا يكون بقصد حرمان الورثة.
2. ألا يكون فيه ظلم أو تمييز يؤدي إلى الفتنة أو القطيعة.
لكن إذا كانت النية من كتابة كل شيء لابنتك أن تضمني أن الورثة لا يؤذونها أو يظلموها أو لتتولى توزيع التركة بنفسها لاحقًا، فهذا فيه مخاطرة وتجاوز لمبدأ العدالة في الميراث الذي حدده الله عز وجل.
---
ثانيًا: ما حكم تسجيل الأملاك باسم ابنتك الوحيدة؟
إذا كتبتِ كل شيء باسمها الآن:
يصبح ملكًا لها فورًا.
ولن يُعتبر من التركة عند وفاتك.
وفي هذه الحالة لا يمكن إجبارها شرعًا ولا قانونًا أن تعطي الباقين أي شيء، حتى لو حملتها الأمانة.
فلو تغير قلبها أو ضعف إيمانها لاحقًا، قد لا توفي بهذه الأمانة، وستُظلمين أنت أمام الله لأنك حرمت أصحاب حقوق شرعية من الإرث.
---
الحل الشرعي الآمن:
لكي تضمني العدل وترضي الله:
1. احتفظي بملكك حتى وفاتك.
2. ثم يُقسّم الميراث حسب الشريعة (لابنتك النصف، وللأم السدس، وللأخت حسب إن كان لها نصيب، والزوج إن كان على قيد الحياة حينها...).
3. يمكنك الآن أن تكتبي وصية شرعية:
لا تتجاوز ثلث المال.
تعطين فيها ما ترينه مناسبًا – مثل مساعدة ابنتك أو غيرها.
---
✨ ختامًا:
النية الطيبة لا تُبرر مخالفة شرع الله، فالميراث حق حدده الله بدقة، ومنع التلاعب فيه.
والحمد لله رب العالمين.