وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد أخي الكريم :
فيقول ربنا سبحانه وتعالى : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}،
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله - عز وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)،
وعليه فالذي يرتكب المعصية ثم يتوب ثم يعزم على عدم العودة لكنه تزل قدمه ويقع مرة أخرى في الذنب، عليه أن يجدد التوبة، والله يتقبل منه ويغفر له بشرط أن تكون التوبة صادقة، وألا تكون مجرد تظاهر بذلك.
وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ فيما يحكي عن ربه -تبارك وتعالى، قال: أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء". متفق عليه
ولا يفهم من هذا الكلام التشجيع على المعاصي؛ لأن العبد لا يدري متى تكون ساعة وفاته، وقد يقبض الله العبد على المعصية وساعتها يكون قد خسر الدنيا والآخرة -نسأل الله السلامة-،
وإنما المقصود تشجيع الناس على التوبة، فرحمة الله واسعة، وقد قيل للحسن: ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود، فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الاستغفار.
ولا تنس قوله تعالى : ((ورحمتي وسعت كل شيء)) فهل معصيتك أعظم من رحمة الله حتى لا تدخل في رحمته.
إذن فالواجب امران الاستغفار والتوبة ، وعدم القنوط من رحمة الله، وعدم الأمن من مكر الله.