وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد أخي الكريم : فنعم صدق اهلك، قد
كثرت أساليب النصب والاحتيال وإظهار الفاقة كذبا ، لذلك ننصحك أن تتحرى كثيرا، أو تضع المال عند جهات موثوقة، وأيضا كثير من الجهات لا يوثق بها فلذلك تحرى كثيرا حتى يصل المال إلى مستحقيه، وهم كثر في غزة واليمن وسوريا ...فرج الله عن المسلمين.
وأما إذا كان ما تدفعه زكاة فلا تبرأ ذمتك حتى تبحث بحثا قويا فلا يجوز أن تعطي الزكاة لمن تشك في صدقه، لأن الزكاة لها مصارف يجب أن تذهب إليهم.
وهذا لا يعني أن تترك الصدقة بالعكس فالمحتاجون كثر لكن يهمنا أن تصل إلى المحتاجين لا إلى النصابين،
وعلى كل الأحوال ما انفقته فلك أجره تاما إن شاء الله تعالى، فأنت لك نيتك، وفي الحديث أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: قالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يَدِ سَارِقٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ علَى سَارِقٍ فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا في يَدَيْ زَانِيَةٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ علَى زَانِيَةٍ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، علَى زَانِيَةٍ؟ لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يَدَيْ غَنِيٍّ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ علَى غَنِيٍّ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، علَى سَارِقٍ وعلَى زَانِيَةٍ وعلَى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ فقِيلَ له: أَمَّا صَدَقَتُكَ علَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عن سَرِقَتِهِ، وأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عن زِنَاهَا، وأَمَّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فيُنْفِقُ ممَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ. رواه البخاري.