الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أهلا بك أخي الكريم ..
لم تقع في الردة ولا الكفر بسبب هذه الأمور..
ولا ينبغي للمؤمن أن يتكلم أو يحكم بشيء هكذا عبثاً..كما لا ينبغي أن يستسلم للهواجس والأفكار التي تضرّ بعقيدته ودينه وسلوكه
واحذر أن يلعب بك الشيطان في الوساوس والهواجس والأوهام الفارغة...
أكثر من الذكر وخاصة أذكار الصباح والمساء وما بعد الصلوات وحافظ على آية الكرسي والمعوذات يذهب هذا عنك بإذن الله تعالى.
والشيطان يوسوس للمرء في حق ربه وحق صلاته ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم ليدفعه إلى القلق والاضطراب ثم يسلب منه الذكر ويزجّه في الغفلة والغفلة باب المعاصي والانحراف نسأل الله أن يحفظنا وإياكم...
ففي صحيح مسلم: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ»."صحيح مسلم"، صـ80، (132).
قال العلماء إن صريح الإيمان هو دفع الوسواس وليس وجوده وقالوا إن الشيطان يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكّد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث : قوله صلى الله عليه وسلم : ( ذلك صريح الإيمان , و محض الإيمان ) معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان , فإن استعظام هذا و شدة الخوف منه و من النطق به فضلاً عن اعتقاده ؛ إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً ، و انتفت عنه الريبة والشكوك ... وقيل : معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيِسَ من إغوائه فيُنَكِّدُ عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه , و أما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء و لا يقتصر في حقه على الوسوسة ، بل يتلاعب به كيف أراد . فعلى هذا معنى الحديث : سببُ الوسوسة محضُ الإيمان , أو : الوسوسة علامةُ محض الإيمان . و هذا القول اختيار القاضي عياض .اهـ . مختصرا من شرح صحيح الإمام مسلم رحمه الله 130/1
، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
وراجع الفتوى رقم:
969
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.