الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
عليك بالتوبة والاستغفار والندم على ما فعلت عازماً على عدم الرجوع لمثل هذا الفعل المحرّم الشنيع، وعليك أن تردّ الحق والمال لأصحابه وتختار طريقة مناسبة في ذلك لا يترتب عليها فتنة ولا مشاكل قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة 39]
ورد الحق واجب والتوبة تقبل إن شاء الله مع بذل الجهد في رد الحق فإن تعذّر عليه رد الحق تصدّق به على الفقراء على نية أن يرده إن قدر على رده أو وجد صاحبه، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في الروضة: وإن تعلق بها حق مالي، كمنع الزكاة، والغصب، والجنايات في أموال الناس، وجب مع ذلك تبرئة الذمة عنه، بأن يؤدي الزكاة، ويرد أموال الناس إن بقيت، ويغرم بدلها إن لم تبق، أو يستحل المستحق، فيبرئه ويجب أن يعلم المستحق إن لم يعلم به، وأن يوصله إليه إن كان غائبا إن كان غصبه منه هناك، فإن مات، سلمه إلى وارثه، فإن لم يكن له وارث وانقطع خبره، دفعه إلى قاض ترضى سيرته وديانته، فإن تعذر، تصدق به على الفقراء بنية الغرامة له إن وجده، ذكره العبادي في الرقم والغزالي في غير كتبه الفقهية. وإن كان معسرا، نوى الغرامة إذا قدر، فإن مات قبل القدرة، فالمرجو من فضل الله تعالى المغفرة.روضة الطالبين وعمدة المفتين (11/ 246)
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.