الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِذَا قَصَدَ الإِنْسَانُ السِّلْعَةَ مِنْ أَجْلِ البِطَاقَةِ وَأَمَلَاً بِالرَّبْحِ فَهَذَا لَا يَجُوزُ، لِأَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ المُقَامَرَةِ، وَهُوَ حَرَامٌ شَرْعَاً.
أَمَّا إِذَا قَصَدَ شِرَاءَ السِّلْعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ قَصْدُهُ الأَوَّلِيُّ الطَّمَعَ في البِطَاقَةِ، ثُمَّ وَجَدَ البِطَاقَةَ وَرَبِحَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَا حَرَجَ عَلَيْهِ في أَخْذِ الجَائِزَةِ، لِأَنَّهُ مَا دَخَلَ مِنْ أَجْلِ المُقَامَرَةِ، بَلْ دَخَلَ مِنْ أَجْلِ شِرَاءِ السِّلْعَةِ، وَمَا رَبِحَهُ مِنْ خِلَالِ البِطَاقَةِ فَهُوَ هِبَةٌ أَو هَدِيَّةٌ، وَهَذَا جَائِزٌ.
وَهُنَاكَ شَرْطٌ آخَرُ لِحِلِّ هَذَا الأَمْرِ وَهُوَ: أَنْ لَا يَزِيدَ صَاحِبُ المَحَلِّ قِيمَةَ التَّذْكَرَةِ عَلَى سِعْرِ السِّلْعَةِ الأَسَاسِيِّ، فَإِنْ زَادَ في قِيمَةِ السِّلْعَةِ مُقَابِلَ التَّذْكَرَةِ، وَعَلِمَ بِذَلِكَ المُشْتَرِي فَإِنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ هَذَا، وَيَدْخُلُ في المُقَامَرَةِ، لِأَنَّهُ رَضِيَ بِزِيَادَةِ سِعْرِ السِّلْعَةِ مُقَابِلَ قِيمَةِ التَّذْكَرَةِ طَمَعَاً في رَبْحٍ، وَهَذِهِ هِيَ المُقَامَرَةُ المُحَرَّمَةُ شَرْعَاً.
وَيَرَى بَعْضُ الفُقَهَاءِ، أَنَّ في ذَلِكَ مُقَامَرَةً مُطْلَقَاً، وَهِيَ حَرَامٌ، لِأَنَّ للرَّقَمِ ثَمَنَاً حُكْمَاً، وَهُوَ جُزْءٌ مِنَ الرَّبْحِ تَنَازَلَ عَنْهُ البَائِعُ بِقَصْدِ تَرْوِيجِ سِلْعَتِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 20.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MjUz&lan=YXI=