الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَخَافَ اللهَ تعالى لَا النَّاسَ، لِأَنَّ حِسَابَكَ عَلَى اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾.
ثانياً: يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِرَجُلٍ أَنْ يَخْلُوَ بِامْرَأَةٍ وَلَو كَانَ لِتَعْلِيمِ القُرْآنِ، فَكَيْفَ لِعُلُومٍ كَوْنِيَّةٍ؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ». أخرجه الترمذي.
بَلْ نَصَّ الفُقَهَاءُ أَنَّهُ تَحْرُمُ الخَلْوَةُ بِأَجْنَبِيَّةٍ وَلَو لِضَرُورَةِ عِلَاجٍ.
ثالثاً: إِنَّ تَرْكَ البِنْتِ البَالِغَةِ وَحْدَهَا بِدُونِ وُجُودِ أَحَدٍ مِنْ مَحَارِمِهَا أَثْنَاءَ سَفَرِهِ البَعِيدِ ذَرِيعَةٌ قَرِيبَةٌ إلى شَرِّ مُسْتَطِيرٍ، وَمَفْسَدَةٌ عُظْمَى، وَخَاصَّةً في هَذَا الزَّمَنِ، وَمُنَافٍ لِمَا أَوْجَبَهُ الشَّارِعُ مِنَ المُحَافَظَةِ عَلَى العَرْضِ بِمَا يَصُونُهُ مِنَ العَبَثِ وَالإِغْرَاءِ بِالفِتْنَةِ، فَيَحْرُمُ شَرْعَاً تَرْكُهَا كَذَلِكَ، وَمَفْسَدَتُهُ أَعْظَمُ مِنْ مَصْلَحَةِ بَقَائِهَا للدِّرَاسَةِ وَحْدَهَا هَذِهِ المُدَّةَ، فَإِذَا تَحَتَّمَ السَّفَرُ لِبَلَدٍ بَعِيدٍ وَلَمْ يَتَيَسَّرْ وُجُودُ ذِي الرَّحِمِ المُحَرَّمِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَصْطَحِبَهَا مَعَهُ في سَفَرِهِ مُحَافَظَةً عَلَى العَرَضِ وَالدِّينِ. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 20.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MjMz&lan=YXI=