عربي | English | Türkçe | Indonesia | فارسی | اردو
65 مشاهدات
0 تصويتات
نحن نعلم أن عقوبة العالم إن زلت به القدم كبيرة يوم القيامة، فهل إذا كان الإنسان جاهلاً بالأحكام، ووقع في المخالفات والمحرمات لا يؤاخذ يوم القيامة؟
بواسطة
341ألف نقاط

عدد الإجابات: 1

0 تصويتات
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
 
فَمَنْ قَالَ: إِنْ زَلَّتْ قَدَمُ العَالِمِ فَعُقُوبَتُهُ كَبِيرَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ إِنَّ تَصَوُّرَ هَذَا في حَقِّ العَالِمِ خَطَأُ كَبِيرٌ وَجَسِيمٌ، لِأَنَّهُ لَا عِصْمَةَ لِأَحَدٍ مِنَ البَشَرِ غَيْرِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَالعَالِمُ قَدْ يُخْطِئُ وَقَدْ تَزِلُّ بِهِ القَدَمُ، وَقَدْ يَرْتَكِبُ كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يُصِرُّ عَلَى ذَنْبٍ، وَلَا يُبَرِّرُ المُعْصِيَةَ، يَقُولُ الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾. هَذِهِ هِيَ صِفَةُ المُتَّقِينَ مِنَ العُلَمَاءِ وَغَيْرِهِمْ.
 
نَعَمْ إِنْ أَصَرَّ عَلَى المَعْصِيَةِ، وَبَرَّرَ مَعْصِيَتَهُ، وَلَمْ يَتُبْ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا، وَمَاتَ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَيْهَا فَهَذَا عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ، وَقَدْ وَرَدَ في الحَدِيثِ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ القُرْآنَ»... ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ». رواه الترمذي. نَسْأَلُهُ تعالى أَنْ يُعَامِلَنَا بِفَضْلِهِ لَا بِعَدْلِهِ. آمين.
 
أَمَّا بِالنَّسْبَةِ للجَاهِلِ بِالأَحْكَامِ هَلْ يُؤَاخَذُ أَمْ لَا؟
 
الجواب: إِنْ كَانَ هَذَا حَدِيثَ عَهْدٍ بِالإِسْلَامِ، أَو نَشَأَ في بَلْدَةٍ بَعِيدَةٍ عَنِ العُلَمَاءِ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ السَّفَرِ إِلَيْهِمْ لِظُرُوفٍ قَاهِرَةٍ، فَإِنَّهُ لَا يُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلَهُ بِنَاءً عَلَى جَهْلِهِ ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ الحَقُّ مِنْ حُقُوقِ اللهِ تعالى مِنْ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يُؤَاخَذُ، وَلَكِنْ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءُ مَا فَاتَهُ مِنْهَا بَعْدَ عِلْمِهِ بِذَلِكَ، وَإِذَا كَانَ الجَهْلُ في حُقُوقِ العِبَادِ فَإِنَّهُ يَكُونُ ضَامِنَاً لَهَا بَعْدَ عِلْمِهِ بِذَلِكَ، وَهَكَذَا.
 
أَمَّا إِذَا كَانَ يُقِيمُ في بَلْدَةٍ فِيهَا العُلَمَاءُ، وَقَصَّرَ في تَعَلُّمِ دِينِهِ، وَفَعَلَ المُخَالَفَاتِ، وَضَيَّعَ المَأْمُورَاتِ لِكَوْنِهِ جَاهِلَاً بِهَا، فَإِنَّهُ يَأْثَمُ بِذَلِكَ، لِأَنَّ الوَاجِبَ عَلَيْهِ شَرْعَاً أَنْ يَتَفَقَّهَ في دِينِهِ بِمَا يُصَحِّحُ بِهِ عَقِيدَتَهُ وَعِبَادَتَهُ وَمُعَامَلَتَهُ، وَلَا عُذْرَ لِجَاهِلٍ في الأَحْكَامِ في دِيَارِ الإِسْلَامِ. هذا، والله تعالى أعلم.

---
حرر بتاريخ: 20.03.2007
المصدر: https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MjM5&lan=YXI=
بواسطة
341ألف نقاط
هل كانت الإجابة مفيدة؟
أخبرنا برأيك

الأسئلة المتعلقة

0 تصويتات
1 إجابة 258 مشاهدات
naasan.net سُئل مايو 4، 2022
258 مشاهدات
naasan.net سُئل مايو 4، 2022
بواسطة naasan.net
341ألف نقاط
0 تصويتات
1 إجابة 79 مشاهدات
aliftaa.jo سُئل مارس 24، 2022
79 مشاهدات
aliftaa.jo سُئل مارس 24، 2022
بواسطة aliftaa.jo
191ألف نقاط
0 تصويتات
1 إجابة 77 مشاهدات
الجازي سُئل في تصنيف فقه الأسرة المسلمة مايو 14، 2024
77 مشاهدات
الجازي سُئل في تصنيف فقه الأسرة المسلمة مايو 14، 2024
بواسطة الجازي
120 نقاط
0 تصويتات
1 إجابة 249 مشاهدات
يوسف رشيد سُئل في تصنيف أحكام عامة فبراير 25، 2024
249 مشاهدات
يوسف رشيد سُئل في تصنيف أحكام عامة فبراير 25، 2024
بواسطة يوسف رشيد
380 نقاط
0 تصويتات
0 إجابة 163 مشاهدات