الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ نَوَيَا الصَّوْمَ أَنْ يَكُفَّا عَنْ كُلِّ مُفَطِّرٍ، مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَجِمَاعٍ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الفَجْرِ، فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ وَكَانَ لَا يُؤَذِّنُ إِلَّا عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ وَجَبَ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يُمْسِكَ عَنْ كُلِّ مُفَطِّرٍ مُبَاشَرَةً، فَإِنِ اسْتَمَرَّ بِطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَو جِمَاعِهِ بَعْدَ قَوْلِ المُؤَذِّنِ: اللهُ أَكْبَرُ كَانَ مُفَطِّرَاً، لِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ المُفَطِّرَ في جُزْءٍ مِنَ النَّهَارِ، وَاللُه تعالى يَقُولُ: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. وَهَذَا يُعْلَمُ بِطُلُوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ.
وبناء على ذلك:
يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ وَعَلَى زَوْجَتِهِ إِذَا اسْتَمَرَّ في الجِمَاعِ بَعْدَ قَوْلِ المُؤَذِّنِ: اللهُ أَكْبَرُ عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ، إِمْسَاكُ بَقِيَّةِ اليَوْمِ حُرْمَةً لِشَهْرِ رَمَضَانَ، وَوَجَبَ عَلَيْهِمَا القَضَاءُ وَالكَفَّارَةُ، وَهِيَ صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.
وَإِذَا نَزَعَ بِمُجَرَّدِ قَوْلِ المُؤَذِّنِ: اللهُ أَكْبَرُ، وَصَارَ مَعَهُ الإِنْزَالُ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَصَوْمُهُ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ كَالاحْتِلَامِ، وَالأَحْوَطُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ أَنْ يُمْسِكَا عَنْ جَمِيعِ المُفَطِّرَاتِ قَبْلَ الفَجْرِ بِعَشْرِ دَقَائِقَ عَلَى الأَقَلِّ، حَتَّى يَتَحَقَّقَ الإِمْسَاكُ عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=ODI=&lan=YXI=