الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيُنْدَبُ المَشْيُ خَلْفَ الجِنَازَةِ لِأَنَّهَا مَتْبُوعَةٌ، لِمَا جَاءَ في صَحِيحِ البخاري عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِاتِّبَاعِ الجِنَازَةِ.
قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الاتِّبَاعُ لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى التَّالِي، وَلَا يُسَمَّى المُقَدَّمُ تَابِعَاً بَلْ هُوَ مَتْبُوعٌ.
وَالأَمْرُ في الحَدِيثِ للنَّدْبِ لَا للوُجُوبِ بِالإِجْمَاعِ.
وَعَنْ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاجْعَلْهَا نُصْبَ عَيْنَيْكَ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِخُرُوجِ النِّسَاءِ في الجَنَائِزِ فَيُكْرَهُ تَحْرِيمَاً، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ». رواه ابن ماجه. وَالحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً إِلَّا أَنَّهُ يُقَوِّيهِ قَوْلُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَأَى مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ بَعْدَهُ لَمَنَعَهُنَّ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. أخرجه مالك في الموطأ.
وَهَذَا في نِسَاءِ زَمَانِهَا فَمَا ظَنُّكَ بِنِسَاءِ زَمَانِنَا؟ هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=Njk=&lan=YXI=