بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
عبارة «ما يستاهل الذي حصل له» لا تخلو من المحذور الشرعي؛ فإن كان المقصود بها الاعتراض على الله تعالى أو على تصاريف القدر الإلهي، فهي عبارة محرّمة، وقد تصل بصاحبها –والعياذ بالله– إلى ما هو أشد من ذلك، لأنها تتضمن سوء أدب مع الله واعتراضًا على حكمه وحكمته.
كما أن قائلها يدلّ بمنطوق كلامه على قصور في فهم حقيقة الابتلاء؛ فليس كل من نزل به بلاء يقال: «يستحق» أو «لا يستحق»، لأن الابتلاء ليس جزاء دائما، بل هو مظهر من مظاهر العبودية والاختبار.
فقد يُبتلى الأنبياء والصالحون والعلماء والعبّاد، ويُرفّه في الدنيا الكافر والفاسق والفاجر، لأن مقاييس الدنيا ليست مقاييس الجزاء، وإنما هي مقاييس امتحان وابتلاء، والله تعالى غنيّ عن ظلم عباده، حكيم في قضائه، عليم بعباده وما يصلحهم.