الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي عند الزوال أربع ركعات، كما روى الترمذي وغيره عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: "إنها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح".
قال الترمذي: حديث عبد الله بن السائب حديث حسن غريب، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي أربع ركعات بعد الزوال، لا يُسلم إلا في آخرهن.
قال الرملي في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 123):
"وصلاة الزوال بعده، (أي زوال الشمس) وهي ركعتان أو أربع".
وقال علي الشبراملسي في حاشيته على نهاية المحتاج (2/ 123):
"(وصلاة الزوال بعده) أي فلو قدمها عليه لم تنعقد، وهو مخالف لكلام المناوي الآتي. (قوله: وهي ركعتان أو أربع) وهي غير سنة الظهر كما يُعلم من إفرادها بالذكر بعد الرواتب، وتصير قضاءً بطول الزمن عرفًا". وعبارة المناوي على الجامع في شرحه الصغير عند قوله صلى الله عليه وسلم: "أربع قبل الظهر" نصها: "أربع قبل الظهر: أي أربع ركعات يصليهن الإنسان قبل صلاة الظهر أو قبل دخول وقته، وهو أي وقته عند الزوال". وقال العلقمي: "هذه يسمونها سنة الزوال، وهي غير الأربع التي هي سنة الظهر". قال شيخنا: قال الحافظ العراقي: "وممن نص على استحبابها الغزالي في الإحياء في كتاب الأوراد". وقوله: "ليس فيهن تسليم"، أي ليس بين كل ركعتين منها فصل بسلام. "تفتح" بالبناء للمفعول "لهن أبواب السماء" كناية عن حسن القبول وسرعة الوصول. ثم قال: قال الشيخ: حديث صحيح.
والله أعلم.