49888 - الرجوع لصديقتي بعد هجرها

Question

أنا قبل سنه تزاعلت مع صديقتي ورجعت  البيت معصبه وحلفت بذمة ابوي اني ماكلمها وندمت لان حرام بس حلفت ورفضت اتكلم معها وتحاول وتحاول نرجع واليوم قالت بالله نرجع ورجعت معها وكلمتها ورجعت صداقتنا لان سألنا استاذه إسلاميه قالت لا مايصير شي ولايجوز هجر اخيك وكذا هل يصير شي لابوي بسم الله عليه يارب بس ياليت الرد قلقانه

Answer 1

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الصداقة في أصلها من القيم الطيبة إذا كانت قائمة على المودة والوفاء والتعاون على الخير، لكن الشرع الحكيم وضع لها ضوابط حتى لا تنحرف عن مسارها الصحيح.

فالصداقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين محرّمة؛ لأنها غالبًا تفضي إلى ما نهى الله عنه من الفتنة والوقوع في المحرمات، وقد سدّ الشرع الذرائع المفضية إلى الحرام.

أما الصداقة بين الرجل والرجل أو بين المرأة والمرأة، إذا كانت مبنية على طاعة الله، كالنصح والتعاون على الخير، وصيانة الحقوق، والبعد عن الغيبة والنميمة وسائر المحرمات، فهي صداقة محمودة بل قد تكون من المحبة في الله التي ورد فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه» (متفق عليه).

 وأما اليمين فقد نهينا عنه الحلف بالآباء والأمهات أو بغيرهم من المخلوقات، وهو من عادات أهل الجاهلية. وقد ورد في صحيح البخاري (8/132) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يسير في ركب، فحلف بأبيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت».

فالحلف بغير الله لا يضر الوالد أو الوالدة مباشرة، لكن المطلوب تركه لأنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك، فإننا نلتزم بعدم الحلف بالوالدين أو غيرهما، اقتداءً بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ورد عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه لم يحلف بعد ذلك بأبيه، امتثالًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

فلا ضرر على الوالدين أو غيرهم من ذلك اليمين، إذ إن هذا الحلف منهي عنه شرعًا، وليس دعاءً عليهم والمطلوب تركه.
والله أعلم