49762 - ما هي الأذكار المطلوبة للحفظ والحماية ؟

Question

االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يا شيخ، أسأل الله أن يبارك في علمكم ويمدكم بالخير، وألتمس منكم النصح والإفادة. لقد نجوت بحمد الله من ضربة كهرباء قوية جدًا (380 فولت)، وتعرضت مرتين لحوادث مرور، ومرتين لحريق، ورغم كل ذلك بقيت على قيد الحياة بفضل الله ورحمته.
أريد أن أعرف من وجهة نظر الإسلام: ما معنى هذه النجاة المتكررة؟ وهل هناك دعاء أو أذكار يُستحب قراءتها للشكر، والحفظ من مثل هذه المصائب؟
أسأل الله أن يجزيكم خيرًا، ويثبتكم على الخير، ويجعل علمكم نورًا للناس.

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لا شكّ ـ أخي الكريم ـ أن الإنسان إذا نجا مرة بعد مرة من الحوادث والمصائب، فإنما ذلك بإرادة الله تعالى النافذة في عباده، فقد أراد الله له النجاة وحفظه بفضله ورحمته.

وعندما يرى العبد إنعام الله عليه، ينبغي أن لا ينشغل بالنعمة عن المنعِم، ولا بالنجاة عن المنجِي؛ فإذا أنجاك الله مرارًا وتكرارًا، فهذا يوجب عليك الشكر والطاعة والثناء الحسن، فلو أن بشرًا أسدى إليك معروفًا مرة واحدة لقدّمت له الولاء والاعتراف بالجميل، فكيف بربك الذي أنجاك مرارًا وأمدّ في عمرك؟! فالمطلوب أن تقابل هذه النعم بالعمل بما يرضي الله تعالى، وأن تستعمل نعمه في طاعته.

وإذا تأملت في خَلق الإنسان وجدت أن الله سبحانه قد وضع له وسائل النجاة والحفظ في كل عضو. فانظر إلى العين: كيف وُضعت في موضعٍ عالٍ من الرأس لتبصر الأشياء البعيدة، ثم أحاطها الله بعظام قوية من كل جانب: عن اليمين واليسار، ومن فوقها ومن تحتها، حتى لو ضُربت بعصا قوية لا تصل الإصابة إلى العين مباشرة، بل تصدّها العظام. ثم جعل لها الجفن الذي يجلوها في كل لحظة ويحميها من الغبار، وجعل لها الحاجب الذي يصرف عنها العرق المتساقط من الرأس. لا يخفى على ذي لُبّ أن فاعل ذلك هو الله سبحانه وتعالى.

فاللهم اجعلنا من الشاكرين لأنعمك، الممتثلين لطاعتك. وقد قال تعالى:
﴿وَلَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧].

نسأل الله أن يكرمنا بالشكر والزيادة، والحمد لله رب العالمين.