السَّلامُ علَيكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
كنتُ أرغَبُ في الزَّواجِ بأيِّ طريقة، فاشتركتُ في أحدِ تطبيقاتِ الزَّواج، وتعرَّفتُ من خلالِه على شخْصٍ ما، وبعدَ أسبوعين، تقدَّمَ لي شخْصٌ آخرُ بخطبةٍ رسميَّة، وتمَّت الرُّؤيةُ الشَّرعيَّةُ، ووافقتُ عليه، ولا زلتُ في ذاتِ الوقتِ على تواصُلٍ مع الشَّخصِ الأوَّلِ من التَّطبيقِ.
كانت نيَّتي حينها ألا أخسرَ أيًّا منهما، فإن رحَلَ أحدُهما يكون الآخرُ بديلًا، لأنَّها كلُّها كانت فتراتِ تعارُفٍ فقط. وبيئتِي القاسيَةُ دفعتنِي دون وعيٍ إلى التَّصرُّفِ بهذه الطَّريقة.
عقدتُ قراني على الشَّخصِ الذي خطبَني رسميًّا، وبقيتُ على تواصُلٍ مع الشَّخصِ الآخرِ بحُجَّةِ أنَّني لم أشعرْ بالرَّاحةِ بعدَ الملكةِ حين خرجتُ مع زوجِي، وفكَّرتُ في الانفصالِ فورًا. كما أنَّني كنتُ منذ البدايةِ منجذبةً للشَّخصِ الأوَّلِ، وكنتُ قد أخبرتُ أخي عنه، لكنَّه قال إنَّ والدي لن يوافقَ عليه، لأنَّه يحمل شهادة دبلوم، ويسكنُ في منطقةٍ شعبيَّة، ووالدي يهتمُّ بالمظاهر كثيرًا.
فكَّرتُ في الاستمرارِ مع مَن عقدتُ عليه خوفًا من خسارةِ الاثنين، وبقائي في نفس البيئةِ السَّامَّةِ. للأسف، أنا الآنُ زوجتُه شرعًا، لكنَّني أعطيتُ مشاعري واهتمامي ووقتي للشَّخصِ الآخرِ، بينما لم أكن أُعطي زوجِي وقتًا كافيًا، بالكاد ساعة في اليوم.
وللعلم، لا أحدَ منهما كان يعلمُ عن علاقتي بالآخرِ، والشَّخصُ الأوَّلُ كان صادقًا ونيَّته طيِّبة، حتَّى قبلَ الزَّواجِ بشهرٍ أدركتُ أنَّ قلبي معلَّقٌ به، وكنتُ أريدُ أن أفعلَ أيَّ شيءٍ لإلغاءِ الزَّواجِ، لكن تمَّت كافَّة الحجوزات، وخفتُ من مواجهةِ الجميعِ، ففضَّلتُ الصَّمتَ.
تعلَّق بي الشَّخصُ الثَّاني وأحبَّني كثيرًا، ولم يكن يعلمُ أنَّني مملوكةٌ لغيرِه. وفي يومِ زفافي اختفيتُ عنه، وظللتُ آملُ أن أنفصلَ بعدَ الزَّواجِ وأعودَ له، مع حرصي على الحفاظِ على نفسي. وفي يوم زواجي، قلقَ عليَّ كثيرًا، وجاء إلى بيتِنا، وهناك رأى سيارتَنا وعرفَ الحقيقة.
كنتُ في تلكَ اللحظةِ قد عدتُ إلى الفندقِ مع زوجي، وكنتُ منهارةً نفسيًّا، أبكي ولا أشعر بأيِّ مشاعر تجاهَه، بل كنتُ أشعرُ بالنُّفورِ والاشمئزاز، ولم أسمحْ له بلمسي. مرَّ على زواجِنا الآن أربعةُ أشهر، قضيتُ معه منها شهرًا فقط، والبقيَّةَ عندَ أهلي، بحُجَّةِ أنَّ بي عينًا، وطلبتُ الطَّلاقَ مرارًا، ولم يُوافق، ولا زال متمسِّكًا بي ويقفُ إلى جانبي.
لكنَّ قلبي ليسَ معه، وأنا أشعرُ بتأنيبِ الضَّمير تجاهَ الطَّرفين، كأنِّي مجرمةٌ؛ لأنَّ كليهما متمسِّكٌ بي، ولا أستطيعُ التَّخلِّي عن أحدِهما. أخافُ من اللهِ وعقابه، وأشعرُ بأنِّي أخطأتُ من حيثُ لا أشعر، لكن بقائي مع زوجِي سيكون جسدًا بلا روح.
الآن، لا أعلمُ ما الخطوةُ الصَّحيحةُ شرعًا التي تُرضي ربِّي وتُريحُ ضميري.
فهل يجبُ أن أُواصلَ هذا الزَّواجَ رغم النُّفورِ القلبيِّ التَّامِّ؟
وهل تواصُلي مع غيرِ الزَّوجِ أثناءَ عقدِ النِّكاحِ يُعتَبرُ خيانةً تستوجبُ التَّوبةَ فقط؟ أم له تبِعاتٌ شرعيَّةٌ أخرى؟
وهل يجوزُ لي طلبُ الطَّلاقِ الآنَ والارتباطُ بمن أحبُّ بعدَ توبتي، أم أكونُ آثمةً بذلكَ؟
أفيدوني مأجورين، فأنا في ضيقٍ شديدٍ، وحالتي النفسيَّةُ لا تُحتَمل، والتَّفكيرُ يُرهقني بشدَّة.