وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد.
السؤال: ما حكم لعن الكفار والمشركين عمومًا؟
هل يجوز قول: "الله يلعن الكفار"، أو "الله يلعن اليهود والنصارى"؟
الجواب المفصّل:
أولًا: معنى اللعن
اللعن هو: الطرد من رحمة الله.
وهو من الأدعية العظيمة التي لا تُستعمل إلا بحق من استحقها شرعًا.
---
ثانيًا: هل يجوز لعن الكفار عمومًا؟
لعن الكفار على العموم:
جائز شرعًا إذا ثبت أنهم أعداء الله وماتوا على الكفر، والدليل من القرآن:
"إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا"
[سورة الأحزاب: 64]
> "لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ..."
[سورة المائدة: 78]
فالله سبحانه لعن الكافرين عمومًا، ولعن فئات معينة (مثل اليهود الذين كفروا والذين كذبوا وقتلوا الأنبياء)، وهذا لعن عام لا شخصي.
إذًا، قول "الله يلعن الكافرين" أو "الله يلعن اليهود والنصارى الذين كفروا بالله ورسوله" جائز، بشرط أن لا يكون تعديًا أو ظلمًا لأبرياء أو لعنًا لمن لا يُعلم حاله.
---
ثالثًا: لعن الكفار بأعيانهم (أفراد بأسمائهم)
لا يجوز لعن الكافر المعين (بالاسم) إلا إذا مات على الكفر، مثل:
أبو لهب و فرعون و أبو جهل، لأنهم ثَبَتَ كفرهم وموتهم عليه بنصوص شرعية.
أما الكفار الأحياء أو من لا يُعلم حالهم، فلا يجوز لعنهم بأسمائهم؛ لأنه لا يُعلم إن كانوا سيُسلمون أو لا.
---
رابعًا: لعن اليهود والنصارى عمومًا
اليهود والنصارى كفار بنص القرآن إذا لم يؤمنوا بمحمد ﷺ:
> "لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةٍ..." [سورة المائدة: 73]
يجوز لعن من كفر منهم لعنًا عامًا، كقولك:
> "الله يلعن من كفر من اليهود والنصارى".
ولكن لا يجوز لعن كل يهودي أو نصراني بالاسم، ولا من يعيش مع المسلمين في سلم وأمان، لأننا لا نعلم ما يخفيه الله من قدره.
---
خامسًا: كيف تردين على من يلعن الكفار عمومًا؟
قولي له بهدوء:
> "اللعن دعاء عظيم لا يُقال إلا بحق من ثبت كفره ومات عليه. أما الكفار الأحياء فلا يجوز لعنهم بأسمائهم، لأن الله قد يهديهم. والرسول ﷺ لم يكن سبّابًا ولا لعّانًا، بل دعا بالهداية.
والله تعالى أعلم.
والحمد لله رب العالمين.