السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لعل سؤالي قد يكون طويلًا، وآسف على ذلك، ولكن لو تعلمون منذ متى وأنا أريد هذه الفتوى، منذ وقت طويل، ولكن لم تسمح الفرصة، والآن قد سمحت، ولله الحمد. المهم، أنا شاب عمري ١٦ سنة، أنعم الله عليَّ بكثير من النعم، والمشكلة أني أستعمل بعضها في معصية الله، وهي العادة السيئة ومشاهدة ما لا يرضي الله.
قد يتبين للقارئ أن هذا السؤال قد تمت الإجابة عليه في إحدى الفتاوى، وأن هناك طرقًا للابتعاد عنها، ولكن صدقوني جربت كل شيء حرفيًا.
إن قلتم: لا تختلِ لوحدك، أقول لكم: فعلت.
وإن قلتم لي: ابتعد عن كل ما يثير شهوتك، أقول لكم: فعلت.
إن قلتم: استشعر أن الله يراك، أقول لكم: من مدى وقاحتي قد فعلت، أعصي وأنا أعلم أن الله يراني.
وإن قلتم: ادعُ الله، أقول لكم: فعلت.
وإن قلتم: استغل الأوقات الجيدة وادعُ، أقول لكم: فعلت، كيوم عرفة...
وإن قلتم: فصم، أقول لكم: وإن صمت، لا جدوى؛ لأني أفعل المعصية في منتصف الليل، لا في النهار.
وإن قلتم: حاول أن تنام مبكرًا، فعلت.
وإن قلتم: حمّل تطبيقات تحجب عنك ما يغضب الله، أقول لكم: فعلت.
وإن قلتم: اترك الجوال لفترة، أقول لكم: فعلت.
وإن قلتم: اذهب إلى طبيب نفسي، أقول لكم: لا أستطيع؛ لأني شاب لا زلت صغيرًا، لا أستطيع الذهاب لوحدي، وإن استطعت، فمدينتي تُعتبر شبه مدينة لصغرها، ولا يوجد فيها طبيب نفسي، والعلم عند الله.
وإن قلتم: تُب دائمًا كلما فعلت الذنب، قلت لكم: فعلت، وأنا مستمر على هذا الذنب تقريبًا سنة، والعلم عند الله.
فأنا فقط أريد – إن كان هناك حل – أن تجدوه لي، فقد تعبت جدًا.
هذا ما كنت أريد قوله، وآسف على الإطالة والإزعاج، وجزاكم الله خيرًا على مجهوداتكم.
(وأن تدعوا لي في ظهر الغيب، لعل وعسى أن يدعو لي شخص منكم فتُستجاب دعوته، فينفّس الله عني، ويجعل لي بعد العسر يسرًا).