وعليكم السلام ورحمه الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد.
أما سباب المسلم فهو فسوق، فكيف إذا كان المسلم صحابيا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله تعالى، خير أناس ليقوموا بمهمة الصحبة والبطانة لخير المرسلين صلى الله عليه وسلم،
وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن سبهم، فقال: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ ". أخرجه البخاري
وأما الخلافات السياسية، فهم أدرى بما كانوا عليه، ولسنا موكلين بحل ماكان بينهم، ولسنا قضاة عليهم، فأما سيدنا أبو بكر فشهادة الله فيه تلجم كل إنسان، حيث قال فيه
( إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا)
فهو الصديق الأعظم، وأما سيدنا عمر، فهو الذي كان يمتدحه نبينا صلى الله عليه وسلم، لكثرة موافقة القرآن له، وجرأته في الحق التي أعز الله بها الإسلام،عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ". أخرجه الترمذي.
وأما عثمان فهو الملقب بذي النورين، والذي جمع الناس في جمعه الناس على قرآن في كل مصر.
وأما علي، فهو الفتى الذي آمن برسول الله قبل الكبار، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فهؤلاء هم أعظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن سبهم أو انتقص من قدرهم، أو تكلم بحقهم، فهو فاسق ظاهر الفسق، مرتكب لذنب عظيم.
نسأل الله العافية.
فالواجب على المسلم إجلال جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى فيهم جميعا قرآنا يتلى.
{ مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۖ سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَ ٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِی ٱلۡإِنجِیلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَۢا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٢٩]
والحمد لله رب العالمين.