الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد:
الذي يتحق الإكرام بما جاء بالأحاديث هو الذي تححق بالأوصاف المذكور من الحفظ والاتقان والعمل، وبالنسيان يزول عنه ذلك الوصف الذي هو سبب الإكرام، والله أعلم..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا! فيقولان: بم كسينا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن ". رواه الطبراني في " الأوسط " (6/ 51).
وتعلم الولد القرآن والمحافظة عليه مع العمل به والإخلاص في ذلك لله تعالى هو السبب للإكرام الإلهي الذي يتفضل الله به على أهل القرآن نسأل الله أن يجعلنا منهم.
أما مجرد الحفظ والاتقان مع ترك العمل به أو حفظه للشهرة وليقال...فإنه حتى لو لم ينساه فإنه محروم من الإكرام الموعود.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.