الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
الشك في الطهارة أو في الصلاة بعد الفراغ منها لا يلتفت إليه لأنه ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين وقاعدتهم في ذلك ( الأصل في الأمور العارضة العدم) و (اليقين لا يزول بالشك)
فما يعرض للمصلي بعد صلاته أو للمتوضئ بعد وضوئه لا يلتفت إليه أبداً وخصوصاً الموسوس فإنه يطرح الشك وينفيه.
فإن أتم وشك بالنقص فلا نقص..
وإن لم يتم وشك في الإتمام فلا إتمام
وإن توضأ وأتم وشك بعدم الغسل فلا يلتفت لأن الأصل الغسل..لكن إن لم يتم الغسل وشكل هل أتم أو لا فالأصل عدم الإتمام فيتم..وهكذا..
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
قال الشيخ أبو محمد في التبصرة لو فرغ من الفاتحة وهو معتقد انه اتها ولا يشك في ذلك ثم عرض له شك في كلمة أو حرف منها فلا أثر لشكه وقراءته محكوم بصحتها ولو فرغ من الفاتحة شاكا في تمامها لزمه إعادتها كما لو شك في أثنائها ولو كان يقرأ غافلا ففطن لنفسه وهو يقرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولم يتيقن قراءة جميع السورة فعليه استئناف القراءة وإن كان الغالب أنه لا يصل آخرها إلا بعد قراءة أولها إلا أنه يحتمل أنه ترك منها كلمة أو حرفا فإن لم يستأنفها وركع عمدا بطلت صلاته وإن ركع ناسيا فكل ما فعله قبل القراءة في الركعة الثانية لغو. المجموع شرح المهذب (3/ 394)
والشيطان يوسوس للمؤمن في قراءته وصلاته لينكّد عليه فإن استسلم المؤمن لنكده ضيّع هدفه ووقع في شرَكِ الشيطان وصار ملعبة له دون أن يشعر ، لذلك جاء في الصحيح أنّ عُثْمانَ بنَ أبِي العاصِ، أتى النبيَّ ﷺ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنّ الشَّيْطانَ قدْ حالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلاتي وقِراءَتي يَلْبِسُها عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: ذاكَ شيطانٌ يُقالُ له خَنْزَبٌ، فَإذا أحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللهِ منه، واتْفِلْ على يَسارِكَ ثَلاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي.. رواه مسلم.
الخلاصة: كثير الشك الذي وصل إلى حد الوسواس، ولم يتمكن من التخلص من وسواسه، فلا علاج له إلا التغافل عن شكوكه، والعمل بما يفتي به فقهاء المالكية والشافعية رحمهم الله، بالإعراض عن الشك والوسواس، وعدم العمل به، فيمضي في صلاته ولا يتدارك ما شك فيه.
وراجع الفتوى رقم
3191
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.