الحمد لله وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
قال بعض السلف: "من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه".
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه: [[إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل الدنياً ولا في عمل الآخرة
ويقول الحسن البصري رحمه الله: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم
فعلينا وعليك التوبة والاستغفار وترك الغفلة في كل ما يبعدنا عن الله تعالى حتى لا يبقى للشيطان والنفس علينا سبيل في الوسوسة.
وعلينا أن نشغل أنفسنا بالمفيد أو المباح في أقل الأحول ولا نكثر منه خشية الانجرار إلى المكروه أو المحرّم.
وهذه الألعاب باب من أبواب الغفلة ووسيلة لضياع الوقت وانجرار المرء خلف المغرضين الذين أشاعوها بين الشباب والبنات لينحرفوا عن دينهم شيئاً فشيئاً. وآثارها السلبية واضحة عليهم في الضعف الديني والأخلاقي والدراسي والاقتصادي ثم الضياع الأسري نسأل الله العافية.
ولا يوجد من بين هذه الألعاب ما يذكرّ بالله ولا بالدين بل الأمر فيها على العكس من ذلك؛ فكيف يقبل المسلم أو المسلمة ترك تعاليم دينه ومتابعة هذه الملهيات التي تفصل المسلم عن تعاليم دينه!
قال بعض الصالحين رحمه الله تعالى: من علامات سعادة العبد مراعاته لأوقاته.
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
وقد نهانا الإسلام عن الصحبة السيئة ومن الصحبة السيئة متابعة اللهو والعبث في الألعاب وما شابهها.
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك، فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] صيد الخاطر (241)
وكَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً (المجالسة وجواهر العلم) (1/ 346)
وعن عامر بن قيس من التابعين: أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك الشمس. أي أوقف لي الوقت لأكلمك.
وقال معاوية بن قرة -رحمه الله: أكثر الناس حساباً يوم القيامة الصحيح الفارغ. اقتضاء العلم العمل (ص103)
وكلامهم في هذا كثير وعظيم وربما يستغربه الكثيرون.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً والحمد لله رب العالمين.