الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
1- الصلاة النارية هي صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست بدعة ولا ضلالة وتجوز الصلاة على النبي بها صلى الله عليه وسلم .
هذه الصيغة من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وردت عن بعض الأولياء الصالحين ، وألفاظها مشروعة ذكرها الشيخ محمد علوي المالكي في كتابه أبواب الفرج وغيره من العلماء ، ولا محظور فيها فتجوز الصلاة بها وبغيرها من الصيغ التي ورد فيها العدد كالصلوات التي في ( دلائل الخيرات ) كما ذكره الشيخ يوسف النبهاني في ( سعادة الدارين ) صحيفة 365 ، وهو أن العلماء أجازوا الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة ونحوها كالسيد مصطفى البكري الذي هو من أكابر أئمة الحنفية ، والشيخ أبي المواهب الشاذلي الحنبلي وهو من أكابر أئمة الحنابلة ، وشيخ الإسلام الحفني وهو من أكابر أئمة الشافعية ، والشيخ أحمد الدردير وهو من أكابر أئمة المالكية .وإن المراد بهذه الألفاظ المعنى المجازي لا المعنى الحقيقي فإذا قال بعض العلماء بكراهة ذلك قياساً لا يلزم جميع الناس أن يمشوا على قوله ويتركوا عمل السلف والخلف بها وما في الصلاة النارية ما هو إلا اقتداء بما أمر الله به صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}سورة النساء
وذكر بعضهم عن الشيخ بدر الدين الحسني في معرض إجابته عن هذا التساؤل في شأن العدد فقال : إذا ارتبط العدد بمطلق وبما لانهايته له للمعدود فالقصد هو الاطلاق وليس الحد . فالصلاة الكمالية العدد مرتبط بالذات العلية المطلقة فالقصد منها المطلق الذي لا نهايته له.
وهذه الصلاة هي والصلاة الكمالية تندرج تحت مطلق الدعاء الذي هو مخ العبادة وفي رواية للحديث: الدعاء هو العبادة وما دام الدعاء مشروع فلا حرج على المؤمن بأي صيغة أن يدعو وهذه الصيغة من صيغ الدعاء العام والمشروع أما ما قيل في فوائدها فهو من مجرّبات الصالحين التي وقعت لمن قال هذه الصيغة ورتبها بأعداد أو بغير أعداد فليست الصيغة مما يجب العمل بها أو مما يجب الاعتقاد بها كلفظ وكذا لا يجب اعتقاد آثارها كما لا يصح إنكارنا على من عمل بها أو رأى أثرها وخصوصا إذا كان معروفا بالعلم والفضل، فلك أن تعتقد خلافها او عدم صحتها او صحة فوائده ولا تعمل بها لكن لا نشد في النكير على من يعمل بها، ولا ننكر فضل الله، مع العلم أنني ممن يعتبرها مشروعة لأننا لا نعلم أحدا ممن يعمل بها يراها واجبا أو فرضا أو سنة مع كثرة من رأينا ممن يعمل بها ويرونها دعاء وصيغة قالها بعض الصالحين لها فوائد نافعة.
نحن وأكثر العقلاء آمنا بالعلم التجريبي ولو لم نراه أو نكتشفه بأنفسنا ونعمل به ونشجع على العمل به مثال ذلك الدواء الذي يصفه الطبيب آمنا به ولم نجرِ العلم التجريبي عليه بأنفسنا ولكن سلمنا لأناس علماء خبراء في ذلك والعلم الرباني الذي ورثه العلماء والصالحون عن الانبياء الذين لم يورثوا درهما ولا دينارا لا نسلم فيه لأهل الاختصاص والخبرة وننكر عليهم فلماذا نسمح لأنفسنا بالانكار على أهل الله الربانيين؛ ولا نسمح لأنفسنا بالانكار على هل العلم التجريبي وقد يكون مكتشفه لا يؤمن بالله بل إن أنكرنا عليه لكان ضربا من الجنون لذلك قالوا إذا لم تر الهلال فسلم لأناس رأوه بالابصار ،ولي ولك أن نقول هذا غير صحيح وغير وارد في السنة لكن ليس لنا أن ننكر فضل الله
ومن الناحية الفقهية فهذا جزء من نص فتوى الشيخ محمد أسعد العبجي مفتي الشافعية في حلب: الصيغة الواردة في الصلاة النارية لا تصادم الشرع فهي جائزة أيضاً، فالباء الواردة في الصيغة "تنحل به العقد" هي باء السببية، أي: تنحل بسببه العقد، وهذا أمر لا يختلف عليه أحد، فأعظم العقد التي انحلت بسببه عليه الصلاة والسلام في الدنيا عقدة الشرك والكفر، وأعظم العقد التي تنحل بسببه عليه الصلاة والسلام في الآخرة في موقف الحشر العظيم بشفاعته صلى الله عليه وسلم.
والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم جائز في مذهبنا الشافعي ومذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة في المعتمد من كتبهم؛ وذلك لأن مقام النبي صلى الله عليه وسلم العظيم ومنزلته الرفيعة عند الله عز وجل ثابتة في الكتاب والسنة، وقد ورد في التوسل به صلى الله عليه وسلم حديث خاص، وهو حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه حين علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ) رواه الترمذي (رقم/3578). والله تعالى أعلم.
2- يجوز كلاهما ولكن كلمة (صل) بدون ياء لأنها فعل أمر ، ونتم الصلاة كاملة بالصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فنقول:
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أو نقول الصلاة الإبراهيمية أو أي صيغة واردة عن السلف والصالحين وأفضلها الصلاة الإبراهيمية المعروفة التي نقولها في الصلاة،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.