الحمد لله وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
قال الله تعالى :(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة.
وقال جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)النور.
وقال سبحانه: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)لقمان
هذه المسألة من النوازل الحديثة وقد سألت شخصياً أستاذ مشايخنا العلامة الدكتور الشيخ أحمد الحجي الكردي فقال: بأن هذه الأرباح لا تجوز وهي محرمة لأنها تتضمن نشر الفساد ويوجد أبواب كثيرة في الحياة لتحصيل الربح والكسب الحلال الصافي .وعلى هذه الفتوى أكثر العلماء وأهل الفتوى
وهذه المسألة ينظر إليه من عدة جهات:
1- نوع المحتوى وينبغي أن يكون جائزاً شرعاً بعيداً عن أي مخالفة وأقل شيء فيه أن لا يتجاوز المباح ويتم استشارة اهل العلم الصادقين بنوع المحتوى.
2- الإعلانات التي تخرج على القناة لكن يتم التحكّم بها لتكون من أنواع الإعلانات المباحة فلا بأس بذلك ولا حرج من التربّح من خلالها، ويمكنك الاقتصار على ذلك بالفلترة التي يعرفها أهل الاختصاص لهذه البرامج.
3- الإعلانات المحرّمة التي فيها تعرّي وسفور ونشر فواحش أو مخالفات يجب حذفها وفلترتها، فإن كان لا يمكن التحكم بها فلا يجوز الإعانة على إشاعتها وترويجها وإذا كان نشرها بسببك فأنت تتوصّل إلى المال بطريق نشر الحرام وهذا ممنوع شرعاً، والوسائل لها حكم المقاصد، والمفضي الى محرم محرم.
4- الإعلانات المخالفة التي تتضمن البند الثالث وتخرج رغماً على صانع المحتوى وبسببه هو وبدونه تخرج للناس، ويمكن تخطّيها فالمسؤولية في الإثم على من يستمر في مشاهدتها لكن يحاول بعض الناس صناعة محتوى هادف ضمن هذه الإعلانات التي يمكن تخطّيها ليكون لهم دور في التوعية ومزاحمة الباطل في نشر الخير رغم كثرة الفساد وهو صادق بهذا ثم هو محتاج لدخل مالي فيتربّح عن طريق ذلك فعليه أن يتخلص بجزء من هذا المال مما يتيسر له مقابل ما تعسّر عليه منعه. وتذكّر أنه إذا اختلط الحلال والحرام غلب الحرام،
وترك هذا هو الأولى والأسلم لدين المرء وكسب الحلال الطيب بما هو مشروع صافي هو ما ينبغي أن يلتزم به المؤمن الحريص على لقمة الحلال.
يقول الحكيم الفقيه العلامة ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى في حكمه: ( إذا استوى لك أمران فاتبع أثقلهما على قلبك فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقاً).
وتأمل هذه الوصايا النبوية العظيمة:
1 _من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
2_ من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
3_ دع ما يريبك الى ما لا يريبك.
4_ أطب مطعمك تكون مستجاب الدعوة.
5_ كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به.
ويرجى مراجعة الفتوى رقم
17531 و
114
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.