الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: من المعلوم بأن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، لأن طاعتنا لا تنفعه ومعصيتنا لا تضره، أما حقوق العباد فمبنية على المشاحَّة، وذلك لعجز الإنسان وضعفه، وهو يتأثر سلباً وإيجاباً.
ثانياً: على الإنسان أن يعلم بأن النذر لا يقدِّم شيئاً ولا يؤخره، وهو في الحقيقة يستخرج من نفوس الأشحاء، كما جاء في الحديث: (إِنَّ النَّذْرَ لا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلا يُؤَخِّرُ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ) رواه البخاري ومسلم.
ولكن العبد إذا نذر وجب عليه أن يفِيَ بنذره، لأن الله تعالى مدح الموفين بالنذر، فقال: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُورًا}.
وبناء على ذلك:
فقدِّم حق العبد في هذا الموضوع؛ لأن حقوق العباد مبنية على المشاحَّة، وسَلِ الله تعالى أن يعينك على الوفاء بنذرك، فإن عجزت عن الوفاء بالنذر فيجب عليك كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام، أو كسوتهم، فإن عجزت عن ذلك فعليك بصيام ثلاثة أيام، والأولى أن تكون متتابعة. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 03.10.2010
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MzM0OA==&lan=YXI=