الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلَا شَكَّ أَنَّ الشِّقَّ الأَوَّلَ مِنَ السُّؤَالِ صَحِيحٌ، وَالشِّقَّ الثَّانِي لَيْسَ صَحِيحَاً، الشِّقُّ الأَوَّلُ مِنَ السُّؤَالِ صَحِيحٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ يُمْنِ المَرْأَةِ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا». أخرجه أحمد.
وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرَهُنَّ مُؤْنَةً». أخرجه البيهقي.
وَلِقَوْلِ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَا تُغَالُوا فِي صَدَقَاتِ النِّسَاءِ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللهِ، كَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فَتَقْلِيلُ الصَّدَاقِ سُنَّةٌ، وَمِنْ يُمْنِ المَرْأَةِ، أَيْ: مِنْ بَرَكَتِهَا، وَمِنْ خَيْرِيَّةٍ فِيهَا بِإِذْنِ اللهِ تعالى. وَاللهُ تعالى أَرْشَدَ عِبَادَهُ إلى تَسْهِيلِ أَمْرِ التَّزْوِيجِ وَلَو كَانَ الخَاطِبُ فَقِيرَاً إِنْ كَانَ صَالِحَاً، وَذَلِكَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.
وَأَمَّا الشِّقُّ الثَّانِي فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ، لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارَاً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئَاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانَاً وَإِثْمَاً مُبِينَاً﴾. وَالقِنْطَارُ: هُوَ حَشْوُ جِلْدِ بَقَرَةٍ ذَهَبَاً، فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُكْرِمَ زَوْجَتَهُ بِمَهْرٍ كَبِيرٍ فَلَيْسَ هَذَا دَلِيلَاً عَلَى عَدَمِ الخَيْرِ فِيهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MTc0&lan=YXI=