الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، يُسَنُّ لَـُه عِنْدَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ أَلَّا يُزِيلَ شَيْئَاً مِنْ شَعْرِ رَأْسِهِ أَو بَدَنِهِ بِحَلْقٍ أَو قَصٍّ، وَلَا شَيْئَاً مِنْ أَظَافِرِهِ بِتَقْلِيمٍ أَو غَيْرِهِ، وَذَلِكَ مِنْ لَيْلَةِ اليَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، إلى الفَرَاغِ مِنْ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ، فَإِنْ أَخَذَ شَيْئَاً فَإِنَّهُ يُكْرَهُ تَنْـزِيهَاً.
أَمَّا عِنْدَ السَّادَةِ الحَنَابِلَةِ، إِنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ لَا مَسْنُونٌ.
وبناء على ذلك:
عِنْدَ السَّادَةِ الحَنَابِلَةِ فَإِنَّهُ يَحْرُمُ حَلْقُ الشَّعْرِ وَتَقْلِيمُ الأَظَافِرِ لِمُرِيدِ الأُضْحِيَةِ، مِنْ لَيْلَةِ اليَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ حَتَّى يَذْبَحَ أُضْحِيَتَهُ.
وَنُقِلَ عَنِ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ عَدَمُ كَرَاهَةِ الحَلْقِ وَتَقْلِيمِ الأَظَافِرِ لِمُرِيدِ الأُضْحِيَةِ.
وَالحِكْمَةُ في مَشْرُوعِيَّةِ الإِمْسَاكِ عَنِ الشَّعْرِ وَالأَظَافِرِ، قِيلَ: إِنَّهَا التَّشَبُّهُ بِالمُحْرِمِ بِالحَجِّ، وَالصَّحِيحُ: أَنْ يَبْقَى مُرِيدُ التَّضْحِيَةِ كَامِلَ الأَجْزَاءِ، رَجَاءَ أَنْ يُعْتَقَ مِنَ النَّارِ بِالتَّضْحِيَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MTU3&lan=YXI=