الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالنِّفَاقُ عَلَى قِسْمَيْنِ: نِفَاقٌ اعْتِقَادِيٌّ، وَهُوَ إِبْطَانُ الكُفْرِ وَإِظْهَارُ الإِسْلَامِ.
وَنِفَاقٌ سُلُوكِيٌّ: وَهُوَ اتِّصَافُ المُؤْمِنِ بِبَعْضِ صِفَاتِ المُنَافِقِينَ التي أُشِيرَ إِلَيْهَا في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».
فَمَنْ كَانَ نِفَاقُهُ اعْتِقَادِيَّاً، فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرَاً﴾. إِلَّا أَنَّ اللهَ تعالى فَتَحَ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ بِتَتِمَّةِ الآيَةِ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُولَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ أَجْرَاً عَظِيمَاً﴾.
وَمَنْ كَانَ نِفَاقُهُ سُلُوكِيَّاً عَمَلِيَّاً، وَيَتَّصِفُ بِصِفَاتِ المُنَافِقِينَ الظَّاهِرَةِ، فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾. فَالتَّوْبَةُ مَفْتُوحَةٌ كَذَلِكَ لَهَؤُلَاءِ.
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَنَا للتَّوْبَةِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=MTI2&lan=YXI=