الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَنِ انْتَحَرَ مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْلَالٍ للانْتِحَارِ هُوَ مُسْلِمٌ عَاصٍ، حُكْمُهُ مُفَوَّضٌ إلى اللهِ تعالى إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، كَسَائِرِ العُصَاةِ مِنَ المُسْلِمِينَ الذينَ يَقْتُلُونَ وَيَسْرِقُونَ، وَقَدْ قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.
وَلِذَلِكَ هَذَا المُنْتَحِرُ تَجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامُ عُصَاةِ المُسْلِمِينَ مِنَ الغَسْلِ، وَالتَّكْفِينِ، وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَالدَّفْنِ في مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ، وَالإِرْثِ مِنْهُ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الحُقُوقِ الشَّرْعِيَّةِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى الوَفَاةِ عَلَى الإِسْلَامِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَثْبُتَ شَرْعَاً أَنَّهُ اسْتَحَلَّ الانْتِحَارَ وَفَعَلَهُ مُستَحِلَّاً، فَإِنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ مُرْتَدَّاً مَاتَ عَلَى الرِّدَّةِ وَالكُفْرِ، فَلَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَا يُدْفَنُ في مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ.
ولَكِنِ الأَصْلُ في المُسْلِمُ أَنَّهُ لَا يَفْعَلُ المَعْصِيَةَ وَهُوَ مُسْتَحِلٌّ لَهَا، فَلِذَلِكَ يَجِبُ البَقَاءُ عَلَى هَذَا، وَحُسْنُ الظَّنِّ خَيْرٌ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ. هذا، والله تعالى أعلم.
---
حرر بتاريخ: 13.03.2007
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=YWR2aXNvcnk=&op=ZGlzcGxheV9hZHZpc29yeV9kZXRhaWxzX3U=&advisory_id=NzQ=&lan=YXI=