الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: إِيقَاظُ النَّائِمِ يَكُونُ فَرْضَاً، إذا تَرَتَّبَ على نَوْمِهِ تَرْكُ فَرْضٍ أو كَانَ في تَرْكِهِ تَعْرِيضُ حَيَاتِهِ لِخَطَرٍ مُحَقَّقٍ.
ثانياً: وقَد يَكُونُ وَاجِبَاً، إذا غَلَبَ على الظَّنِّ أَنَّ تَرْكَهُ يُفَوِّتُ فَرْضَاً عَلَيهِ إِنْ نَامَ بَعْدَ دُخُولِ الوَقْتِ، أو غَلَبَ على الظَّنِّ أَنَّ تَرْكَهُ قَد يُعَرِّضُهُ لِخَطَرٍ.
ثالثاً: وقَد يَكُونُ سُنَّةً، كَإِيقَاظِ مَن نَامَ بَعْدَ صَلاةِ العَصْرِ، أو بَعْدَ صَلاةِ الفَجْرِ، وكذلكَ يُنْدَبُ إِيقَاظُ الإِنسَانِ لِغَسْلِ يَدَيْهِ من بَقَايَا الطَّعَامِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
رابعاً: وقَد يَكُونُ حَرَامَاً، لَو كَانَ في إِيقَاظِهِ ضَرَرٌ مُحَقَّقٌ، كالمَرِيضِ الذي نَهَى الطَّبِيبُ عَن إِيقَاظِهِ.
وبناء على ذلك:
فالأَصْلُ كَرَاهَةُ إِيقَاظِ النَّائِمِ لِمَا فِيهِ من الإِيذَاءِ، ولَكِنْ يَجِبُ دَفْعُ الضَّرَرِ الأَكْبَرِ بارْتِكَابِ مَا هوَ أَخَفُّ مِنهُ، ومن خِلالِ هذا فَيَجِبُ إِيقَاظُ النَّائِمِ للصَّلاةِ إذا ضَاقَ وَقْتُهَا، إلا لِمَرِيضٍ مَنَعَ الطَّبِيبُ من إِيقَاظِهِ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
تعديل #1:
المصدر:
https://www.naasan.net/index.php?page=97o100r118j105c115q111s114a121n&op=100d105q115i112t108j97p121l95i97y100w118i105v115r111k114v121g95o100j101w116s97f105h108x115p&id=54e56n57w54f&lan=97d114e