يجب أن تكون أمامنا الحقائق التالية:
1. أنّ الناس يهابون من يخالفهم ويصرُّ على العمل بمُقتضى إيمانه، ولا يهابون من أطاعهم، ومطامعهم فيمن أطاعهم لا حدود لها، قال الله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة/120.
2. إن كل أمر بدايته صعبة؛ لأن صاحبه يتعرّض لفضول الفضوليين، وكما يستغربون حجاب من تتحجب ويتساءلون عنه، فهم كذلك يستغربون سفور من أسفرت بعد أن كانت محتجبة، وكل هذا من باب الفضول الذي لا يهتمُّ به العاقل.
3. نحن في الزمن الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي) رواه الترمذي.
4. وينبغي أن يحرص المسلم على الثبات على دينه في مثل هذه الظروف.
5. يجب مقابلة السفهاء والفسقة بالمثل، فإذا استهزؤوا بشعائر الإسلام نستهزئ بفسقهم وتبذُّلهم واستهتارهم، فنحن على الحقِّ وهم على الباطل والعاقبة لنا.
قال الله تعالى: (قَاْلَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن
يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) هود/38-39.
بعد هذه المقدِّمات؛ على المرأة المسلمة أن تعتزَّ بشعار دينها مقتديةً بأمَّهات المؤمنين نساء النبي عليه الصلاة والسلام وبنساء الصحابة الكرام وبالصالحات من نساء زمانها، وأن تتعالى على فسق الفاسقات وتبذُّل المتبذِّلات، فإن ضعفَت مرة ووافقتهنَّ نهضت من كَبْوَتِها واستعانت بالله، وإن غُلبت مرَّة فلا ينبغي أن ترضى بالهزيمة الدائمة، قال صلى الله عليه وسلم: (وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ) رواه مسلم.
ومهما بلغ ضعف المرأة المسلمة فليس لها أن تكشف أكثر من الوجه والكفين مع عدم التزيُّن والتبرُّج، وأما الكمال فهو بالخمار الساتر، واللباس الفضفاض، والقلب الطاهر، والبصر الغضيض. والله المُستَعان.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/57)
---
حرر بتاريخ: 02.08.2012
المصدر:
http://www.aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=2584