السلام عليكم وجزاكم الله خير.
كنت اسكن في دولة اجنبية وكانت وظيفتي ان أتلقى شكاوى وادعاءات بخصوص العنصرية وانتهاكات “حقوق الانسان” وان أقوم بالتحقيق فيها وأن اصل لنتيجة في التحقيق عما اذا وقع انتهاك ام لا وفقاً للقوانين والسياسيات الوضعية القائمة في تلك المؤسسة وتلك الدولة. وعندما قمت بعملي ووجدت ان اغلب الشكاوى حدث فيها فعلاً ظلم وتمييز عنصري ضد المشتكيين من قبل المؤسسة، بدأ القائمون على المؤسسة بمعادتي والإساءة لي حتى اني قدمت بنفسي شكوى مستقلة ضد كبار المسؤلين لدى جهات عدة (والتي اكتشف لاحقاً أنها جهات فاسدة أيضاً ومنحازة) وكانت نتيجة الشكوى المستقلة التي قدمتها بأنها أقرت أنه قد وقع ظلم ضدي شخصياً بسبب انصافي ومناصرتي للمظلومين ومع ذلك رفض مجلس الإدارة الاعتراف بأي خطأ أو تصويب الأوضاع أو محاسبة الظالمين. فاضطررت ان أستقيل لان بيئة العمل أصبحت مسمومة وموبوءة والإساءة كانت مستمرة. كنت بدايةً قدمت شكوتي ضد كبار المسؤلين انتصاراً للحق واستنصاراً للمظلومين الذين كنت أحقق في شكواهم ومن ثم أصبحت مظلوميتي من مظلوميتهم…
سؤالي هو: ما واجبي الشرعي ازاء نصرة الحق في هذا السياق إذ هناك شقان: الحق والضرر الشخصي وكذلك الحق العام/الظلم/المفسدة… ولدي ثلاث خيارات واريد ان اعرف اي خيار هو الأتقى والأكثر حُباً لله تعالى:
1. مواصلة المواجهة مع هؤلاء الظالمين عن طريق المحاكم الغربية وقوانينها الوضعية لمحاسبتهم (من باب أشداء على الكفار، من راى منكم منكرا فليغيره بيده، لا تهنوا وتدعوا إلى السلم، من ينصر الله ينصره، الخ…) علما أنني لم اجد اي محامي مستعد للدفاع عني دون مقابل وتكاليف القضايا هناك باهظة جداً، وبذلك سأقوم باتخاذ هذه الإجراءات القانونية وحدي دون دعم او مساعدة وستكون الإجراءات لسنوات عديدة وقد لا يتحقق منها محاسبة فعلية للظالمين ولا رفع للظلم بشكل فعلي عن المظلومين…
2. التواصل لتسوية ودية مالية لتحصيل حقوقي الشخصية (وهو امر لست مرتاحة اليه لاني لا أريد ان أبيع حق الله في مواجهة الظلم بالمال وان كان ذلك المال من حقي الشخصي)
3. ان أعفو واصفح (وهو أمر صعب ولكن اذا كان محبب شرعاً فسألتزم به بغض النظر عن شعوري تجاهه) — فهل يجوز العفو في هذه الحالة التي وصفت أم الأفضل محاولة الاقتصاص والمحاسبة؟ وإن يجوز العفو فهل هو محمود ومُحبب عند الله؟
إنني في حيرة من امري فأرجو مساعدتي في اي الخيارات هي الأتقى…
ملاحظة: بالعلم إني كنت (وما زلت) استخير بشكل دوري وحثيث حول ما سبق إلا إنني لم أفهم الإشارات أو لم أستطيع قراءة جواب الاستخارة والله أعلم. هل ممكن مثلاً أن عدم قدرتي على ايجاد محامي للتوكل بقضيتي إشارة/جواب لأحد جوانب الاستخارة؟
وجزاكم الله الف خير.